نبيل الحذيفي



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل الحذيفي

نبيل الحذيفي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(منتددى نبيل الحذيفي) نحن لاندعي القمة ولكن نسعى اليها


    الحرف اليدوية في اليمن.. صراع مـن أجـل البقاء

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 159
    نقاط : 372
    تاريخ التسجيل : 22/02/2009

    الحرف اليدوية في اليمن.. صراع مـن أجـل البقاء  Empty الحرف اليدوية في اليمن.. صراع مـن أجـل البقاء

    مُساهمة من طرف Admin الخميس 17 مارس 2011 - 21:35



    الحرف اليدوية في اليمن.. صراع مـن أجـل البقاء
    الخميس, 10-مارس-2011 - 16:51:16
    نبأ نيوز- صنعاء: عبد الرحمن مطهر -
    الحرف والصناعات اليدوية تحتل مكانة مرموقة في أوساط المجتمع اليمني حيث حافظ الحرفي وعلى مختلف الأزمنة المتعاقبة على أصول هذه الحرف والصناعات التقليدية القديمة لارتباطها الوثيق بحياة ومعيشة الإنسان منذ العصور الحجرية وحتى اليوم، لذلك أبدع فيها الحرفيون اليمنيون بشكل كبير ووجدت هذه الحرف لها مكانة رفيعة في الأسواق العالمية، وقد ساعد الحرفي اليمني على هذا الإبداع والتفوق توفر المواد الخام، حيث اشتهرت كل منطقة من المناطق اليمنية بحرفة معينة وذلك بحسب ما يتوفر فيها من المواد الخام الطبيعية وغيرها من العوامل والمقومات المساعدة الأخرى، والمتمثلة في الموهبة والحس الفني الرفيع لدى الإنسان اليمني الذي أبدع كثيراً في فن هذه الصناعات الحرفية اليدوية، والتي نتج عنها أعمال ومشغولات يدوية تقليدية تعتبر في غاية الجمال والإبداع، إلى جانب دقتها وجودتها العالية.



    عامل مهم لمحاربة البطالة
    كما تعتبر هذه الحرف والمشغولات اليدوية والصناعات الصغيرة والمتوسطة إجمالاً من أهم وأبرز العوامل الاقتصادية الفاعلة في محاربة البطالة والقضاء عليها وبالتالي التخفيف من الفقر, خاصة في دولة نامية كبلادنا, خصوصا إذا ماعرفنا أن الصناعات الحرفية والمشغولات والصناعات الصغيرة في اليمن تمثل أكثر من % 95 من إجمالي عدد المنشآت الصناعية، ويعمل فيها حوالي %41 من إجمالي عدد المشتغلين في قطاع الصناعات التحويلية بشكل عام، وكما هو معروف فإن معظم هذه الصناعات الصغيرة هي الصناعات الحرفية اليدوية والتقليدية التي توارثها الحرفي اليمني جيلاً بعد جيل.



    اندثار الصناعات الحرفية
    بزيارة واحدة لأسواق هذه الصناعات والحرف اليدوية في صنعاء القديمة, كسوق النحاس أو سوق المعدن أو سوق الجنابي أو سوق الحدادة أو غيرها من الأسواق المتعددة والخاصة بالحرفيين يلاحظ المرء اليوم أن الكثير من هذه الصناعات الحرفية والإبداعية مهددة بالاندثار رغم الدور الكبير الذي تقوم به في الحد من البطالة والتخفيف من الفقر سواء للحرفيين أو العاملين في بيعها وشرائها, خاصة الصناعات النحاسية والتي اندثرت بشكل كامل، كما أن الأواني النحاسية أصبحت تستخدم عند الكثير من الناس كزينة، على اعتبار أنها جزء من تاريخنا التراثي العربي، بعد أن كانت تمثل من أهم الحاجيات الضرورية المرتبطة بالحياة اليومية للإنسان اليمني منذ أن استخدم الإنسان الأحجار في صناعة الأواني الحجرية وصناعة السلاح والسكاكين, وكل ما يحتاج إليه في عصور ما قبل التاريخ.



    صناعة النحاس على مر التاريخ
    تشير كتب التاريخ وكذلك الحفريات الأثرية أن صناعة النحاس ظهرت على نطاق واسع في جنوب الجزيرة العربية, وذلك حسب ما تم العثور عليه من أدوات نحاسية أثناء الحفريات الأثرية التي أجريت في أكثر من منطقة يمنية.



    كما يشير الباحث إبراهيم بن ناصر في كتابه “الحرف والصناعات في ضوء نقوش المسند الجنوبي” إلى أبرز ما تم العثور عليه من قطع أثرية نحاسية وبرونزية, منها المصابيح البرونزية والنحاسية التي عثرت عليها البعثة النمساوية, إضافة إلى تلك المتواجدة في المتاحف اليمنية والعالمية حيث ذكر عالم الآثار جورمان أدولف أن متحف اللوفر بباريس يحتفظ بمسرجة يمنية صُنعت من النحاس على شكل ماعز يقفز، كما أنه عثر على مسرجة من النحاس كمثرية الشكل لها فتحة نصف دائرية وقاعدتها مصنوعة من البرونز, وهناك العديد من الأدلة والشواهد التاريخية والأثرية.



    أيضا تؤكد كتب التاريخ بأنه, إلى جانب الذهب والفضة كان اليمنيون يستخرجون معادن الحديد والنحاس والرصاص الأسود حيث عرف الحديد والرصاص في بلاد نهم, وأيضاً في جبل نقم, وكانت حمير تصنع من الحديد السيوف الحميرية, وكذلك عرف الحديد في بلاد برط أما النحاس والفضة فقد عرف في ذمار والنحاس الأحمر في البيضاء, وكذلك وجدت العديد من المعادن في الكثير من المناطق اليمنية.. مما يعني أن الإنسان اليمني قد عرف قديماً مختلف المعادن واستخدمها في الكثير من الصناعات الضرورية.



    كما أن كتب اليونان والرومان قد تحدثت عما يمتلكه السبئيون في بلاد اليمن من أثاث وحلي مصنوعة من الذهب والفضة يصعب وصفها، ولعل ما ذكره المؤرخ أبو الحسن الهمداني في كتابه الجوهرتين العتيقتين عن منجم «الرصاص» في منطقة نهم ونتائج الدراسة الأثرية على الكربون المشع والتي أكدت أن المنجم استخدم ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الأمر الذي يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن اليمنيين هم أول من استخرج الفضة، مما يعني أنهم أيضاً أول من استخدمها وطوعها لخدمة الإنسان.







    سبب اندثار صناعة النحاس
    ومن خلال تجوالنا في سوق النحاس بصنعاء القديمة وجدنا أن مختلف الصناعات النحاسية الموجودة في هذه السوق هي صناعات مستوردة من بعض البلدان الشقيقة والصديقة كالصين وسوريا وتركيا وغيرها من الدول، وفي هذا الإطار يقول الحاج محمد علي بأن الإقبال كبير على النحاسيات المستوردة هو بسبب تميز الأواني النحاسية المستوردة برخص ثمنها مقارنة بالمنتج المحلي بالرغم أنها أقل جودة إلا أنها وجدت لها رواجاً واسعاً في السوق اليمنية لتميزها بأسعارها المنافسة.



    وزارة الفن التشكيلي
    ويقول أيضا: تتميز النحاسيات المستوردة بتعدد أشكالها وزخرفتها وجمال منظرها, وذلك لتطور هذه الصناعات بشكل كبير في مثل هذه البلدان في الوقت الذي مازلنا نعتمد على ذات الآلات والمعدات القديمة التي عرفها الأجداد وتوارثها الأحفاد، أيضا يفتقر العمال لعملية التدريب والتأهيل والاطلاع على التطورات التي تشهدها هذه الصناعات في مختلف دول العالم، أيضاً بالرغم من وجود اتحاد عام للصناعات الحرفية إلا أننا ما زلنا نفتقر للدعم المطلوب من قبل الجهات ذات العلاقة كوزارة الصناعة والتجارة, وكذلك وزارة الثقافة التي نلاحظ أنها اهتمت خلال السنوات الماضية بالفن التشكيلي, حتى أصبحت وزارة الفن التشكيلي على حساب الموروث الحضاري والثقافي الذي تتميز به بلادنا .



    الأواني النحاسية
    وعلى الرغم من اندثار النحاس اليوم كصناعة إلا أن الأدوات النحاسية مازالت تحظى بمكانه مرموقة لدى اليمني الذي يحرص على اقتناء التحف والمشغولات النحاسية وعلى وجه الخصوص تلك التي تعود في تاريخ صنعها لحرفي يمني والتي ازدهرت أبان الدولة الرسولية التي ظهرت في أيامها الكثير من الأدوات المنزلية المصنوعة من النحاس والمزينة بالكثير من الزخارف والنقوش الدقيقة والعبارات الشعرية والحكم والأمثال القرآنية المنحوتة على سطوحها كما هو الحال في الفوانيس التي يقال إنها كانت في بدايتها تصنع في مدينة صنعاء مماثلة لنماذج مصرية حيث كانت قفصية ودائرية الشكل، تتكون من عدة قضبان حديدية, وفيها حامل لشمعة توضع فيه، وله طبق في أسفله يسح إليه الشمع وله قوائم يقف عليها ورأس أو غطاء في أعلاه كما جاء في “نور المعارف”..



    أيضا مازالت هناك الكثير من الأواني والأدوات النحاسية الأخرى باقية حتى اليوم مثل مرشات العطور التي يتم عمل أقماع من الفضة تركب على أعناقها، وتركب لها أيضاًً قواعد من الفضة وكؤوس الشرب التي كانت تصنع من النحاس الجيد المزخرف والمنقوش و”الطاسات المكتوبة”.



    وهى أوانٍ نحاسية تُكْتَبُ في داخلها آيات قرآنية كريمة وتستخدم في الرقية الدينية وهى تقليد متبع في معظم الدول العربية و”المزاهر” النحاسية المزخرفة بنقوش إسلامية مخروطية الشكل من أعلى، ودائرية الشكل من أسفل، وعمقها مجوّف تستخدم لحفظ باقات الزهور والنباتات العطرية يانعة لمدة طويلة, إضافة إلى العشرات من الأواني النحاسية التي تستخدم في البيت اليمني ملاعق الطعام والأباريق والقدور ودلال القهوة والمواقد التي تستخدم لإشعال الفحم الخاص بالطبخ، إلى جانب العديد من أدوات الزينة والتجميل كالمكاحل التي كانت تصنع من النحاس, وقد تكون المُكْحِلةُ مزدوجة واحدة للكحل الأسود والأخرى لمادة الإثمد، أو منفردة, ولها قاعدة تقف عليها..



    والمباخر والشمعدانات والمحابر التي هي عبارة عن ساق طويلة مجوفة ومستطيلة ولها غطاء جانبي يمكن فتحه وإغلاقه وتستخدم لحفظ الأقلام والأوراق الهامة، ويثبت في خارج الأسطوانة وعاءان أو ثلاثة أوعية, لها أغطية محكمة تستخدم واحدة لحفظ الحبر السائل، والثانية والثالثة لحفظ مادة الحبر الجاف، وهي مصنوعة من النحاس ومزخرفة ..



    وبالرغم من اختفاء صناعة النحاسيات كحرفة تقليدية إلا أن الكثير من الأدوات النحاسية التي أشرنا إليها آنفاً مازال يتم تداولها وربما صناعتها بشكل محدود بهدف بيعها للسياح الأجانب الذين يترددون كثيراً على أسواق صنعاء القديمة, كما تستخدم كأدوات للزينة وليس للاستخدام كما كان الوضع سابقاً.. ويتم عرض هذه المنتجات النحاسية في العديد من المواقع في صنعاء القديمة كما هو الحال في “سمسرة النحاس” التي كانت في السابق سوقاً للأدوات النحاسية وتحول اليوم إلى مركز لإحياء الحرف اليدوية التقليدية وتطويرها..



    ويتم فيه عرض الكثير من المصنوعات النحاسية المطعمة بالعقيق اليماني والفضة الخالصة حيث مازال الحرفي اليمني يبتكر الكثير من التحف النحاسية التي تخطف الأبصار لجمالها والدقة المتناهية في صناعتها.. كما هو الحال مثلاً في الأباريق النحاسية المزينة بالكتابات المنحوتة من الشعر العربي، و الحِكََمْ والأمثال المأخوذة في الغالب من ديوان “ الإمام الشافعي”, والمطعمة بالعقيق.. كذلك الحال بالنسبة للدواة النحاسية التي تعتبر حافظة للحبر السائل، مع حافظة أصغر للبودرة، والحوافظ الثلاث من النحاس وملتصقة بعلبة مستطيلة الشكل من النحاس أيضاً تُفتح من أحد جانبيها لحفظ الرسائل والأقلام, والدواة أيضاًً مستوحاة مما كان يُصنع سابقاًً في الثلاثينات والأربعينات, وحتى نهاية الخمسينيات، وقد اختلفت المادة التي كانت تصنع منها بحسب اختلاف مكان تواجدها قبل اختراع الأقلام التي جعلت هذه الصناعة تنقرض، وما يصنع منها حالياً يستخدم للزينة والعرض فقط.
    عن "الجمهورية"


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو 2024 - 17:05